أ
هدر المنتخب الأولمبي الفلسطيني لكرة القدم فرصة التأهل إلى الدور الثاني من التصفيات المؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية المقررة في لندن ،2012 إثر خسارته امام ضيفه التايلاندي 5-6 بركلات الترجيح أول من أمس، في اول مباراة بيتية له في تاريخه.
وانتهى الوقت الأصلي بفوز فلسطين بهدف وحيد، سجله عبدالحميد أبوحبيب في الدقيقة ،43 وهي النتيجة التي آلت اليها مباراة الذهاب في بانكوك، بيد ان الهدف لم يكن كافيا، لانه كان بحاجة الى هدف ثان فشل في تسجيله في الوقت الاضافي، فاحتكم المنتخبان الى ركلات الترجيح التي ابتسمت لتايلاند.
وتابع المباراة التي تعد البيتية الاولى في التاريخ الفلسطيني نحو 17 الف متفرج، تقدمتهم شخصيات سياسية ورياضية مهمة، منهم رئيس الوزراء المكلف سلام فياض، ورئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام، وسط اجواء شتوية عاصفة. ودعا بن همام المؤسسات الرياضية العربية والآسيوية كافة، للعب على الملاعب الفلسطينية في الاستحقاقات البيتية، معتبرا ان الرياضة في فلسطين «ليست تطبيعاً».
وقال بن همام في رده على سؤال لوكالة «فرانس برس»: «أحث جميع الاتحادات المنضوية في الاتحاد الآسيوي على اللعب في فلسطين، وهذا التطبيع الرياضي هو دعم للفلسطينيين، وأنا شخصيا لا أرى اي طابع سياسي، ونحن هنا دعما للرياضيين الفلسطينيين بعيدا عن أي معنى سياسي، وأتمنى ان تعي الدول العربية والاسلامية أن وجودها هنا في فلسطين هو دعم للشعب الفلسطيني».
وكانت المباراة تاريخية بالنسبة للفلسطينيين، كونها الاولى على ارضهم منذ عام .1934 ولعب المنتخب الفلسطيني آخر مباراة بيتية له على ملعب الشيخ جراح في القدس في العام ،1934 ضد المنتخب المصري في الدور التمهيدي لتصفيات كأس العالم، وانتهت المباراة حينها 4-1 لمصلحة الاخير. ويأمل القيمون على الرياضة الفلسطينية بأن تسهم مباراة منتخبهم الاولمبي بكرة القدم مع نظيره التايلاندي في تجسيد آمالهم بدولة فلسطينية مستقلة.
وشدد بن همام على ان «هدف الاتحاد الآسيوي من هذه المباراة هو تجسيد حق الرياضيين الفلسطينيين في اللعب على ملعبهم البيتي، وأتمنى ان تنقل كل المنظمات العربية والآسيوية مباريات الذهاب مع المنتخبات والاندية الفلسطينية الى الاراضي الفلسطينية».
وقال: «الاتحاد الآسيوي منظمة ليست سياسية، وليست ذات نفوذ ضاغط على أي دولة، وما نأمله ان يعي العالم أن هناك حق للفلسطينيين وحق مشروع بأن يمارسوا الرياضة على ملعبهم».
وأضاف «لا يجوز أن يبقى الفلسطينيون اسرى داخل ملاعبهم»، داعيا الرياضيين الاسرائيليين الى المساعدة على رفع المعاناة عن الرياضيين الفلسطينيين.
وقال: «أدعو الرياضيين الإسرائيليين إلى ان يساعدونا على رفع المعاناة عن الرياضيين الفلسطينيين، وأن يكون للفلسطينيين الحق في ملعبهم البيتي، وندعوهم الى التحرك لرفع المعاناة عن الرياضيين الفلسطينيين». وبدوره قال رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم جبريل الرجوب، ان «إجراء اول مباراة بيتية تنافسية بكرة القدم على ملعب فلسطيني، يجب ان تشكل انطلاقة لمصلحة قضية الشعب الفلسطيني في الاستقلال وانهاء الاحتلال». وقال الرجوب في المؤتمر الصحافي الذي عقده مع بن همام في رام الله «هذا اليوم التاريخي يشكل علامة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، لأن هذا الحدث التاريخي يحمل مغزى ومضموناً رياضياً وإنسانياً». وأضاف الرجوب «فلسطين للمرة الأولى تستضيف مباراة على ارضها وتحت العلم الفلسطيني، وهذه المحطة يجب ان تشكل انطلاقة لمصلحة قضية الشعب الفلسطيني في تحقيق الحرية والاستقلال وانهاء الاحتلال». وتأتي هذه المباراة قبل اشهر قليلة على الانتهاء من الخطة التي تبنتها الحكومة الفلسطينية ببناء مؤسسات الدولة الفلسطينية خلال عامين تنتهي في سبتمبر من العام الجاري. وعما إذا كانت هناك علاقة بين المستويين الرياضي والسياسي في تحقيق هذه الخطة، قال الرجوب «وتيرة العمل تتناغم بين المنظومتين السياسية والرياضية، وهناك قرار بأن تكون الرياضة جزءاِ من هذا الجهد النضالي لمصلحة الشعب الفلسطيني».