السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الى كل اخت مسلمة مقبلة على الزواج
الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره ونعود بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله واشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله وصفيه من خلقه,وخليله أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح للأمة فكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فيا رب اجزه عنا خير ما جزيت نبيا عن أمته ورسولا عن دعوته ورسالته وصلي اللهم وسلم وزد وبارك عليه وعلى اله وأحبابه وأصحابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين
أما بعد فحياكم الله جميعا رسالتي اليوم للفتاة المسلمة المقبلة على الزواج فأرجو من الله أن يكون كلامي خفيفا على قلوبكن .
يا أخيتي أنت مقبلة على حياة جديدة ,حياة لا م أ كان فيها لامك وأبيك ولا احد من إخوتك ستصبحين صاحبة لزوجك فكوني له زوجة وأما اجعليه يشعر انه كل شيء في حياتك ,يا أخية هدا حاضرك ومستقبلك وأسرتك التي شاركتما أنت وزوجك في صنعها اطلب منك أن تحبي زوجك وتعيشي له وتسعدي بحياتك معك, واجعليه يحس انك أكثر الناس تفهما له ,لا توبخيه كوني متفهمة له ومقدرة كل ما يفعله من أجلك ولو كان قليلا فهو يستحق الشكر .أختي المسلمة لا تحاولي أن تبعديه عن أمه وأهله فمن الزوجات من يحببن تملك الزوج خصوصا في الشهور الأولى فنرى الأم كذلك لا تريد التخلي عن ابنها الذي تراه طفلا ليس ملكا لأحد غيرها فيضيع الزوج بينهما لا تضعيه بين خيارين أنا أو أمك التي هي بمثابة أم لكي يا اخية .فمادا تنتظرين من الزوج الذي استبدل محبة أمه بمحبتك أنتي,أمه التي حملته تسع شهور وأنجبته وربته سهرت الليالي في مرضه وتعبت معه حتى أعطتك إياه .ورب الكعبة لن يتردد في استبدالك بأخرى ولو لدقيقة وان جعلته يكره أمه كرهك أكثر فاحذري.
ويجب أن تعلمي أيضا انك ذاهبة لبيت رجل لم تعرفيه من قبل ليس بملاك وليس فوق كل البشر, وكل إنسان يزل لسانه ويخطأ فلا تقفي عند كل زلة تحاسبيه وتوبخيه وتحسسيه أنها نهاية العالم ,ثم لا تجعلي كل ما دار بينك وبينه حديثا عند اجتماعك بأهلك وصديقاتك . ولا تتصلي بأهلك لتعطيهم كل التقارير بأدق التفاصيل كلما اختلفتما أو تناقشتما في أمر .
إليك أختي في الله أفضل ما قرأت.
أوصى عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال:
- إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق.
- إياك وكثرة الكلام فانه يورث البغضاء.
وأوصت أم حكيمة ابنتها ليلة زفافها هده الوصية الغالية فقالت :
أي بنية انك فارقت الجو الذي منه خرجت وخلقت,العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه وقرين لم تألفيه فأصبح بملكه عليك رقيبا ومليكا فكوني له امة يكن لكي عبدا وحفظي له خصالاً عشراً تكن لكي ذخراً .
الأولــــى والثانيــــة: فالخضوع له بالقناعة وحسن السمع والطاعة.
{ اقبلي كل ما أتى به للبيت لا تقولي هدا قليل هدا غير مناسب كوني قنوعة وكوني مستمعة جيدة لا تردي حتى تفهمي قصده وأطيعيه في ما يرضي الله عز وجل }
الثـــالثة و الرابـــعة: فالتفقد لمواضيع عينيه وانفه فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح.
{كوني نظيفة البيت والملبس لكي لا يرى إلا أجمل المناظر في بيته وأجمل الثياب عليك ولتكن رائحتك كالزهرة الفواحة يوجد من النساء من تضع العطر فقط في المناسبات وعند خروجها من المنزل أما زوجها لا يشتم منها إلا رائحة الطبخ والبصل والثوم }
الخـامسة والسـادسة: فالتفقد لوقت منامه وطعامه فان تواتر الجوع ملهبه وتنغيص النوم مغضبه.
{ في وقت نومه ابعدي عنه الأولاد ولا تدعيهم يزعجونه ,وحضري له الطعام في الوقت لا تقولي اليوم كان عندي تنظيف كثير أو غسيل وغيرها من الأعذار بينما أنت نسيتي المطبخ والتهيتي مع الجارة }
السابــعة والثــــامنة: فالاحتراس بماله والرعاية على حشمه وعياله.
{ لا تضيعي ماله في الأشياء التافهة فهو أمانة ولا تعطي اهلك شيئا إلا بإذنه واهتمي بالأطفال ملبسهم ومطعمهم عندما يأتي إلى البيت يجدهم في أبهى حلة }
التاسعة والعاشــرة : فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سرا فانك إن خالفت أمره فلا غرت صدره وإن أفشيتي سره لم تأمني غدره ثم إياكِ والفرح بين يديه إن كان مغتماً والكآبة بين يديه إن كان فرحاً.
{ لا تعصي أمره من باب العناد أو الدلع ولا تفشي سره لأقربائك أو حتى اقرب المقربين اليه حتى أمك وأمه لا تكوني معدمة الإحساس وتظهرين انك سعيدة عند غضبه أو تنكيده عند فرحه }
أتمنى أن لا أكون أطـلت عليك أخيتــــي استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه